بسم الله
الرحمٰن الرحيم
إنَّ الحمدَ
لله نحمدهُ ونستعينُه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِهِ
الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأنَّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلَّم- عبده ورسوله.
وبعد:
فكما
أنَّ للأبدان أقواتاً لا غنىً لها عنها؛ كذلك للقلوب والأرواح أقواتاً لا تقلّ
أهمّيةً عن أقوات الأبدان بل هي الأهم!
وذلك لأنَّ صلاح
الجسد كلّه مُتَوَقّفٌ على صلاح القلب.
:فعَنِ النعمان بن
بشير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
"ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغَةً إذا
صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد
الجسدُ كلُّه،
ألا وهي القلبُ". [رواه البخاري ومسلم]
قال الله
تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ [البقرة:197].
:قال الشيخ عبد الرحمن
السعدي -رحمه اللهُ -في تفسيره:
"..وأما الزاد الحقيقي
المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأُخراه:
فهو زاد
التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار،
وهو
الُموصِل لأكمل لذّة ، وأجَلِّ نعيم دائم أبداً،
:ومَن ترك هذا الزاد: فهو المُنقَطع به الذي هو عُرضة لكل شر، وممنوع
من الوصول إلى دار المتقين..."
ومِن هنا
نرى أهمّية الاعتناء بقوت القلوب وغذاء الأرواح سعيًا لصلاح قلوبنا والنَّجاة ﴿يَوْمَ
لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى
اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ ]الشعراء.[
واللهَ
نسأل أن يرزقنا الإخلاص والسداد وأن يفتح لقلوبنا أبوابًا من الخير ترضيه عنا حتى
نلقاه.
ღ قوت القلوب ღ